لقد أدرك مهندسو اليورو أنه لم يكن كاملاً وقت تصميمهم له. فاليورو لديه بنك مركزي مشترك ولكنه بلا خزانة مشتركة. لم يكن هناك من سبيل لتجنب هذه المفارقة، وذلك لأن المقصود من معاهدة ماستريخت كان إنشاء اتحاد نقدي من دون إقامة اتحاد سياسي.

وكانت السلطات الأوروبية على يقين رغم ذلك من قدرتها على التغلب على أي أزمة قد يتعرض لها اليورو. فهذه هي الطريقة التي تم بها تأسيس الاتحاد الأوروبي، اتخاذ خطوة واحدة في كل مرة، مع العلم التام بأن الأمر يتطلب اتخاذ خطوات إضافية.

وحين نسترجع أحداث الماضي الآن فبوسعنا أن نحدد أوجه قصور أخرى تعيب اليورو، والتي لم يتنبه إليها مهندسوه. فقد كان من المفترض في اليورو أن يجلب التقارب الاقتصادي، ولكنه بدلاً من ذلك كان سبباً للتباعد والتشعب، وذلك لأن مهندسيه لم يدركوا أن الاختلال في التوازن قد ينشأ، ليس فقط في القطاع العام، بل وأيضاً في القطاع الخاص.

وبعد بدء العمل باليورو، كان بوسع البنوك التجارية أن تعيد تمويل ما تحتفظ به من السندات الحكومية في إطار الخصم الذي يعرضه البنك المركزي الأوروبي، وكانت الأجهزة التنظيمية تتعامل مع السندات الحكومية باعتبارها خالية من المجازفة. وأدى هذا إلى تقلص الفوارق في أسعار الفائدة بين العديد من البلدان، الأمر الذي عمل على توليد فقاعات الازدهار العقاري في البلدان ذات الاقتصاد الأضعف والحد من القدرة التنافسية لهذه البلدان.

وفي الوقت عينه، كانت ألمانيا التي لا تزال تعاني من توابع ما بعد توحيد شطري البلاد مضطرة إلى شد الحزام. واتفقت النقابات التجارية على قبول تنازلات فيما يتصل بالأجور وظروف العمل في مقابل الأمن الوظيفي. وهكذا نشأت الخلافات وبدأ التباعد. بيد أن البنوك استمرت في شراء السندات الحكومية من البلدان الأضعف حتى تستفيد من الفوارق الضئيلة التي ظلت قائمة بين أسعار الفائدة.

ولقد ظهرت العواقب المترتبة على غياب الخزانة المشتركة لأول مرة بعد إفلاس ليمان براذرز في عام 2008، عندما اضطرت الحكومات من أجل منع انهيار الأسواق المالية إلى ضمان عدم السماح بانهيار أي مؤسسة أخرى ذات أهمية مالية شاملة. وفي ذلك الوقت رفضت أنجيلا ميركل تقديم ضمانة تشمل أوروبا بالكامل، مصرة على أن كل بلد لابد أن يضمن مؤسساته بنفسه. ومن المثير للاهتمام أن الفوارق في أسعار الفائدة لم تتسع إلا في عام 2010، عندما أعلنت الحكومة اليونانية المنتخبة حديثاً أن الحكومة السابقة تعمدت التهوين إلى حد هائل في تصويرها للحجم الحقيقي للعجز المالي.

وكانت هذه الشرارة التي أدت إلى اندلاع أزمة اليورو. والآن باتت مشكلة غياب الخزانة المشتركة في طور المعالجة، أولاً بتصميم حزمة إنقاذ لليونان، ثم عن طريق إنشاء مرفق مؤقت للطوارئ، ثم في النهاية بإنشاء مؤسسة دائمة من نوع ما ـــ والتي يبدو أن المؤسسات المالية حبلى بها الآن.

لمزيد عن هذا المقال

http://www.aleqt.com/2011/01/01/article_485775.html


جورج سوروس- الاقتصادية

رمز السهم السعر حجم التداول
سابك 114.77 5,915,941
الجمعيات العمومية .. الرتابة وضعف الوعي

من يملك الشركات المساهمة؟ سؤال بديهي يجيب عنه أي رجل يمر في الشارع دون مبالغة، لكن السؤال الذي تتلعثم الألسن عند الإجابة عنه هو: لماذا يغيب المالكون الحقيقيون عن محاسبة من فوضوهم لإدارة أملاكهم؟ وبعب

قطاع النفط.. قاطر للتنمية أم مُعوق لها!!

لا يخفى على الجميع ما للنفط من أهمية حيوية ودور استراتيجي في تركيبة الاقتصاد السعودي. فمنذ تأسيس المملكة وهي تعتمد بعد الله على النفط، وباستعراض النسبة المئوية لتوزيع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار

سرعة اتخاذ القرار تنقص "كثيرا" من المديرين

بعد مسألة الكفاءة والخبرة، يطرح اقتصاديون ومحللون ماليون جانبا ثانيا عن مديري صناديق الاستثمار العاملة في السوق السعودية، تتعلق بقدرتهم على سرعة اتخاذ القرار لضمان أعلى مكاسب للمستثمر في الصندوق. ويع

هل تبقى صناديق التحوط خياراً فعالاً؟

لقد جعلت الأحداث والتطورات التي شهدها عام 2008 بعض الناس يشككون في قدرة قطاع صناديق التحوط على الاستمرار . وفي حين ان المستثمرين باتوا معتادين على الانكماشات الكبيرة في أسواق الأسهم، إلا أن صناديق ال

الضغط الإعلامي لتمرير قرار السماح بتصدير

التصريح المنشور لوكيل وزارة التجارة والصناعة لشئون الصناعة "باستئناف تصدير الحديد دون شروط وان هناك عودة للسماح بأذونات التصدير للاسمنت والنفي بإلزام الوزارة المصانع بالبيع بسعر (10) ريالات وان البيع