لا أحد يختلف على أن الاقتصاد الوطني حقق على مدار العقود الأربعة الماضية إنجازات ضخمة في مختلف الميادين، جعلته أحد أهم اقتصادات المنطقة فاعلية وحيوية، ولاعباً مهماً في الاقتصاد العالمي، سواء في التجارة الخارجية أو الخدمات أو قطاعات الأعمال والمال والسياحة وغيرها .

هناك بالطبع شواهد على هذه الإنجازات، فالناتج المحلي للبلاد يقترب من ربع تريليون دولار، بينما تخطت الاستثمارات الخارجية حاجز النصف تريليون دولار، وارتفعت أصول البنوك إلى 400 مليار دولار، والانتاج النفطي إلى 2،5 مليون برميل يومياً، بينما تحولت الإمارات إلى محور لصناعة الطيران والسياحة في العالم بتعاملها سنوياً مع أكثر من 65 مليون مسافر بينهم قرابة العشرة ملايين سائح .

وإلى جانب ذلك فقد حرصت الحكومة على انشاء بنية أساسية ومرافق عامة متطورة قل نظيرها في الشرق الأوسط ومحيطها، حيث مكنت تلك البنية الاقتصاد من أن يكون ملاذاً للشركات العالمية وللاستثمارات الأجنبية فاستقطبت عشرات المليارات من الدولارات التي وظفت في مشاريع صناعية وخدمية وتجارية متنوعة .

أمام تلك الإنجازات التي باتت مثلاً إقليمياً ودولياً لا سيما وأنها تحققت في “لمح البصر”، لا بد لنا من وقفة تقييم لما تحقق، فمثله مثل أي مشروع أنجز مكوناته الأساسية، فإن الاقتصاد الوطني يحتاج إلى صيانة دورية للحفاظ على كفاءته، وإلا فإنه يصل إلى نقطة لا يستطيع بعدها التقدم، وإن تحقق هذا التقدم بدفع ذاتي فإنه سيكون بطيئاً، ما يجعله متخلفاً عن الركب العالمي .

أبرز مكونات هذه “الصيانة” الحاجة الملحة إلى تيسير تدفق السيولة في شرايينه عبر إجراءات عدة تتعلق بإدخال تعديلات على أدوات السياسة النقدية، إضافة إلى تطوير آليات السياسة المالية بما يتيح تحريك تلك السيولة وإدامتها لفترات طويلة .

هناك ضرورة لتطوير البنية التشريعية عبر إطلاق سلسلة من القوانين الاقتصادية الجديدة، وتعديل الموجود منها ليكون مواكباً للمستجدات وحتى سابقاً لها، فمعروف أنه لم تصدر على مدار السنوات القليلة الماضية أي من القوانين الجديدة التي وعُدنا بها والتي ما زالت بين “الأخذ والرد” .

الحاجة أيضاً ملحة لإعادة النظر بأولويات القطاعات التي من شأنها أن تكون دافعاً مهماً للاقتصاد، فقد أثبتت المتغيرات الأخيرة محلياً وعالمياً، أنه لا يمكن فتح الباب على مصراعيه لآليات السوق وحدها لتوجيه الدفة، فالحكومات باتت معنية أكثر في توجيه القطاع الخاص نحو قطاعات منتجة لديها قيمة إضافية أكبر على حساب قطاعات أخرى .

الإنجازات كبيرة بلا شك والحفاظ عليها وإدامتها هو بحد ذاته إنجاز، لكن هذا لا يمكنه أن يستمر إلا بإجراء صيانة دورية .


رائد برقاوي- دار الخليج

رمز السهم السعر حجم التداول
سابك 114.77 5,915,941
سامبا 26.98 1,138,683
الإتصالات السعودية 83.41 257,644
دار الأركان 13.47 74,648,349
الجمعيات العمومية .. الرتابة وضعف الوعي

من يملك الشركات المساهمة؟ سؤال بديهي يجيب عنه أي رجل يمر في الشارع دون مبالغة، لكن السؤال الذي تتلعثم الألسن عند الإجابة عنه هو: لماذا يغيب المالكون الحقيقيون عن محاسبة من فوضوهم لإدارة أملاكهم؟ وبعب

قطاع النفط.. قاطر للتنمية أم مُعوق لها!!

لا يخفى على الجميع ما للنفط من أهمية حيوية ودور استراتيجي في تركيبة الاقتصاد السعودي. فمنذ تأسيس المملكة وهي تعتمد بعد الله على النفط، وباستعراض النسبة المئوية لتوزيع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار

سرعة اتخاذ القرار تنقص "كثيرا" من المديرين

بعد مسألة الكفاءة والخبرة، يطرح اقتصاديون ومحللون ماليون جانبا ثانيا عن مديري صناديق الاستثمار العاملة في السوق السعودية، تتعلق بقدرتهم على سرعة اتخاذ القرار لضمان أعلى مكاسب للمستثمر في الصندوق. ويع

هل تبقى صناديق التحوط خياراً فعالاً؟

لقد جعلت الأحداث والتطورات التي شهدها عام 2008 بعض الناس يشككون في قدرة قطاع صناديق التحوط على الاستمرار . وفي حين ان المستثمرين باتوا معتادين على الانكماشات الكبيرة في أسواق الأسهم، إلا أن صناديق ال

الضغط الإعلامي لتمرير قرار السماح بتصدير

التصريح المنشور لوكيل وزارة التجارة والصناعة لشئون الصناعة "باستئناف تصدير الحديد دون شروط وان هناك عودة للسماح بأذونات التصدير للاسمنت والنفي بإلزام الوزارة المصانع بالبيع بسعر (10) ريالات وان البيع