انخفاض الدينار مقابل العملات الخليجية بكلفة أعلى سياحياً وعقارياً

وتجارياً

2015/01/28 09:21 توقيت العربي

مع تراجع سعر الدينار الكويتي مقابل الدولار الأميركي بنسب تراوحت ما بين 4 إلى %5 خلال الخمسة أشهر الماضية، وبالتالي تراجعه مقابل العملات الخليجية المرتبطة بالدولار بذات النسبة، فقد بدأت آثار ذلك تظهر على عدد من القطاعات، خبراء الاقتصاد أكدوا لــ القبس ان لتراجع الدينار تداعيات على التعاملات العقارية والسياحية والتجارية المشتركة مع دول الخليج، حيث باتت القوة الشرائية للدينار اقل مما كانت عليه في السابق، مما زاد من اسعار تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق، وكذلك العقارات، فضلا عن مختلف أنواع السلع التي يتم استيرادها من دول الخليج.

الخبير العقاري جاسم السعدون قال ان سعر الدينار الكويتي يعد جزءا من السياسة النقدية، وإن قرار تحريكه مقابل الدولار بحدود %4 مقصود من قبل بنك الكويت المركزي الذي أراد ذلك للتخفيف من حدة الآثار الناتجة عن هبوط أسعار النفط، معتبراً انه يعد قراراً ايجابياً ولا بديل له في التوقيت الحالي لتخفيض الخسائر الناتجة عن تراجع النفط، ولو بنسبة معينة. متوقعاً ان يستمر «المركزي» في هذا النهج إذا ما استمرت اسعار النفط في التراجع، حيث لا يوجد خيار بديل.

وأوضح السعدون ان التعاملات الداخلية بالدينار لن ترى ذلك التأثير القوي لتراجع الدينار مقابل الدولار والعملات الخليجية، ولكن سيكون التأثير ملحوظاً في كل ما يتم استيراده بالدولار او من دول الخليج، مشيرا الى ان التأثير لن يكون ملحوظاً على ميزانية الاسرة، وأن تحميل المواطن بعض العبء عند شراء المنتجات من دول الخليج أو بالدولار يعد مشاركة بجزء ضئيل في هبوط اسعار النفط وتداعياته الذي تمر به البلاد.

من ناحيته قال رئيس اتحاد العقاريين توفيق الجراح ان تراجع سعر الدينار سينعكس على قيم الشراء النقدي للعقارات في دول الخليج التي سترتفع بنفس قيمة تراجع الدينار مقابل العملات الخليجية، مشيراً في الوقت ذاته الى تداعيات ذلك على الشركات الكويتية والمستثمرين الكويتيين الافراد المرتبطين بالتزامات مالية وديون تجاه البنوك الخليجية، حيث سترتفع عليهم أقساط القروض بنفس النسبة ايضا، اما الشركات والأفراد الذين لديهم أصول عقارية في دول الخليج، فإن تلك الاصول سترتفع في تقييماتها مقابل الدينار، مما يحقق لهم ارباحاً نتيجة تغيير سعر العملة.

من ناحيته، توقع أمين سر اتحاد وسطاء العقار أن يتراجع قليلاً الطلب على شراء العقارات الخليجية خلال الفترة المقبلة، نتيجة لارتفاع سعر العملات الخليجية مقابل الدينار، وأن ينعكس ذلك على أسعار العقارات الخليجية خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن هناك شريحة كبيرة من المستثمرين الكويتيين قد يعزفون عن الشراء.

من جانبه، قال مدير عام سفريات الغانم زيد الخبيزي إن السياحة تعتبر من أبرز القطاعات التي تضررت من تراجع سعر صرف الدينار مقابل الدولار، خصوصاً في ما يتعلّق بتذاكر السفر التي تحدد أسعارها أساساً بالدولار، ومن ثم يتم تحويل سعرها من الدولار إلى الدينار، وكذلك التذاكر PTA التي يتم تصديرها من خارج الكويت، حيث يتم تحويل سعرها إلى العملة المحلية عن طريق الدولار، ناهيك عن أسعار حجز الفنادق والقوة الشرائية للمسافر من الكويت إلى دول الخليج أو إلى الدول التي تتعامل بالدولار، مؤكداً أن أي تغيير في أسعار العملات سرعان ما ينعكس على السياحة وتكلفة السفر. فعلى سبيل المثال نجد أن هبوط اليورو شجّع الكثيرين على السفر إلى دول أوروبا.

أما على الصعيد التجاري، فإن استيراد الكويت من دول الخليج يزيد على المليار دينار سنوياً، وهذا يعني أن الكلفة السنوية قد ترتفع بين 40 و50 مليون دينار. وبشكل الاستيراد من دول الخليج ما نسبته %15 إلى %18 من إجمالي الاستيراد، فضلاً عن الاستيراد من دول أخرى بالدولار.. وهذا كله ترتفع كلفته حالياً مع انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار ومقابل العملات التي يرتبط سعر صرفها بالدولار مثل دول الخليج.

القبس