أسواق تتحرك على وقع طريقة وموقع نشر الخبر المالي والاقتصادي

2016/09/25 12:21 توقيت العربي

أكدت «هارفرد بيزنس نيوز» أن الأخبار المالية والمعلومات المتاحة أمام الجميع تعد حجر زاوية مهماً في الأسواق الفعالة. فالمعلومات تحرك النشاط المالي، ويمثل ضمان سهولة اطلاع الجميع عليها أمراً مهماً في الأسواق المنظمة بشكل جيد. وأضافت: «في عام 2011، لفت الأستاذان الجامعيان غور هوبيرمان وتومر ريجيف من جامعة كولومبيا الاهتمام إلى تسلسل غريب من ردات فعل لسوق الأسهم على أخبار تتعلق ببحث علمي في علاج مرض السرطان صادر عن شركة إنترميد. تم نشر الأخبار الأولية عن البحث العلمي كقطعة في مجلة ناتشر، وفي الصحافة المعروفة في نوفمبر 1997، صاحبها ارتفاع في سعر سهم إنترميد بمعدل %30. لكن في مايو 1998، أي بعد 5 أشهر على السبق العلمي، فرَدَت صحيفة نيويورك تايمز على صفحتها الأولى الخبر بمعلومات متطابقة تقريباً مع القطعة التي نشرت أول مرة. لكن سهم شركة إنترميد ارتفع هذه المرة أكثر من %300. سواء كانت ردة الفعل الأولى في نوفمبر لم تكن مرضية، أو أن جنون السعر في مايو كان غير منطقي، فلا شك أن الواضح في الأمر هو أن مكان وضع الخبر في الصفحة يلعب دوراً مهماً في طريقة امتصاص الأسواق المالية للمعلومات، وليس حجم أهميته فحسب.

في أحد أبحاث أناستاسيا فيديك، البروفيسور في جامعة هارفرد وجدت أمثلة مشابهة لكثرة الانتباه للأخبار المالية أو قلته موجودة حتى يومنا هذا. على سبيل المثال، تقول فيديك إن الأخبار والمقالات المنشورة في الصفحة الأولى أو في أعلى صفحات المواقع الإخبارية تجذب قراءً أكثر. كما وجدت أن القراء يهتمون أكثر بالشركات الأكبر والأفضل، وبالأخبار المنشورة في بداية الأسبوع، إضافة إلى الأخبار السلبية. المفاجأة ايضاً أن إعادة نشر الأخبار القديمة يثير من جديد ردات فعل السوق. هذا الأمر قد لا يفاجئ الصحافيين أو القراء النهمين، لكنه يتعارض مع ما هو متعارف عليه من أن الأسواق المالية تمتص كل الأخبار بالتساوي، بناء على أهميتها كخبر مالي.

هذه المخاطر المحيطة بطريقة قراءة الخبر واستهلاكه نابعة بشكل متوقع من نفسية الفرد. بمعنى أنه عندما يكون هناك كم هائل من المعلومات على صفحة واحدة، تصبح عملية تركيز القارئ صعبة. وكلما كان الموقع معقداً، زادت صعوبة استقاء المعلومات وثيقة الصلة. على سبيل المثال، أظهر البروفيسور ديفيد هيرشليفر، وزميلته سونيا ليم، وسيو تيو من جامعة كاليفورنيا وجامعة دي باول أن السوق يصبح أقل كفاءة وفاعلية في التعامل مع إعلانات السوق عندما يصاحبها عدد كبير من البيانات المنشورة في الوقت ذاته. كما وجد هؤلاء الأساتذة أن المستثمرين في السوق يخلطون بين الأخبار القديمة والحديثة إذا كانت القديمة من مصادر عديدة، فيما لن يتم الاكتراث بها إذا كانت مستنسخة من قصة واحدة قديمة.

صناديق التحوط

من ناحية أخرى، تقول الباحثة فيديك ان المختصين الماليين ليس جميعهم متشابهين عندما يتعلق الأمر بقراءة الأخبار. فهناك من هم أسرع وأكثر نشاطاً، ولديهم القدرة على تحديد أهمية الأخبار. على سبيل المثال، الخبراء الماليون في قطاع الوساطة وصناديق التحوط أسرع بكثير، كمعدل وسطي، في الضغط على أي خبر مقارنة بنظرائهم في البنوك وشركات إدارة الاستثمار الكبيرة.

لكن السؤال: هل تحمل قراءة الأخبار المالية المحترفة أثراً إضافياً على السوق؟ نعم، فكلما زاد الاهتمام من قراء الأخبار النشطين مثل مستثمري صناديق التحوط، تحرك سعر السهم وحجم التداول مقارنة بالمستثمرين الآخرين، ومنهم مديرو الاستثمارات الكبيرة.

أما سبب هذا التأرجح الذي يسود السوق فهو أن استهلاك الأخبار يخلق اختلافاً بين المستثمرين حول آفاق الاستثمار. بشكل عام، هناك مصدران رئيسيان لحجم التداول، الأول احتياجات السيولة، وذلك عندما يتداول المستثمر بسبب التدفقات أو إعادة موازنة المحفظة، أو الاختلاف ويكون عندما يراهن المتداولون ممن يملكون أفكاراً مختلفة كل ضد الآخر.

القبس