«غوغل» و«فيسبوك» تستحوذان على حصة الأسد الإعلانية

2017/08/17 13:21 توقيت العربي

تحول حفنة من شركات التكنولوجيا الكبيرة إلى وليام راندولف هيرست ووالت ديزني المقبلين: فهي تمارس قوة هائلة على الأخبار والترفيه.

في حال كنت بحاجة إلى مزيد من الأدلة على قوة شركات التكنولوجيا الكبيرة في حياة الناس، فإن غوغل تقدم لك أكثر من ذلك. إذ تتفاوض الشركة مع بعض شركات الأخبار والمعلومات، بما في ذلك مجلة تايم و«سي إن إن» لصناعة أخبار ومعلومات مصممة خصيصًا لمشروع غوغل الجديد. فالفكرة، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، هي توجيه الأشخاص من غوغل إلى مقالات وصور ومقاطع فيديو تابعة للمؤسسات الحليفة، بحيث يتمكنون من تصفحها بسرعة عبر الهواتف الذكية.

التلفزيون والصحف والصناعات الإعلامية الأخرى تعاني انخفاض عائدات الإعلانات، وبالتالي تقوم غوغل وفيسبوك باستغلال الأمر والاستفادة منه.

إذا أرادت مؤسسة إخبارية مثل «بلومبيرغ» مثلاً إغراء الناس لقراءة مقالاتها، فإن عليها أن تتأكد من وجودها في مكان بارز في عمليات البحث غوغل، والتأكد من أن المقالات والعناوين الإخبارية وغيرها من المعلومات تظهر للناس من خلال مجموعة الأخبار التي تظهر على صفحتهم على فيسبوك.

بعد ذلك بدأ «حراس البوابة» الأقوياء في إملاء شكل الأخبار والترفيه. إذ طالبت غوغل بأن يتم تحميل صفحات الإنترنت على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية من دون أي تأخير على الإطلاق، كما أجبرت العديد من المواقع الإلكترونية والمعلنين على التغيير لتحقيق أهدافها.

فيسبوك فعلت شيئًا مماثلاً. صناع مقاطع الفيديو الرقمية والأخبار، وتطبيقات وسائل الإعلام الأخرى الذين تجاهلوا رغبات غوغل وفيسبوك وأبل وتويتر وسناب شات واجهوا خطرًا كبيرًا. اذ لا يمكن بسهولة تجاهل مليارات المستخدمين. فغوغل وحدها تمتلك سبعة منتجات على الأقل بأكثر من مليار مستخدم كل شهر.

لكن شيئًا جديدًا يحدث. وهو شيء يتجاوز وضع شركات التكنولوجيا القوية كحرس لمواقعهم. فهم الآن من يتخذ القرارات حول ما تقدمه الأخبار والترفيه في المقام الأول وما إذا كانت الشركات ستصمد في السوق أم لا.

الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ يعتقد أن مستقبل الانترنت يدور حول الفيديو، وينظم بشكلٍ فعال رؤيته لتحويلها إلى واقع ملموس. ووضعت شركته حوافز مالية للشركات والمشاهير لصناعة مقاطع فيديو للوصول إلى أكثر من ملياري شخص يستخدمون فيسبوك والمواقع الرقمية ذات الصلة كل شهر. ويمكن للشركة أن تدخل تعديلات على خوارزميات الكمبيوتر لجعل مستخدمي فيسبوك أكثر ميلاً لمشاهدة مقاطع الفيديو تلك.

وواجهت الشركة استجابة سلبية بالنسبة للطلب على مقاطع الفيديو، لكن يمكن لفيسبوك أن تصنع ردود فعل إيجابية خاصة بها لإجبار الإنترنت ببطء على إعادة تشكيل الأذواق لمصلحة أذواق فيسبوك وأهدافها.

وبالمثل، أقنعت سناب شات الجميع من دوري كرة القدم إلى شبكة التلفزيون ايه بي سي لصنع مشاركات أو مقاطع فيديو مصورة خصيصًا تعتقد سناب شات أنها ستجذب المعجبين الشباب إلى التطبيق.

كما أن لدى غوغل قدرة الإملاء على شركائها ما يقدمونه نظرًا إلى الكم الكبير من الأشخاص الذين يستخدمون محرك البحث على الإنترنت ويوتيوب وهواتف أندرويد وغيرها من المنتجات ومواقع الإنترنت.

ليس هناك شك في أن الشعبية العالمية للمواقع الرقمية مثل غوغل وفيسبوك قد أوجدت جمهورًا أكبر بكثير للتسلية والأخبار. السؤال بالطبع هو ما إذا كان المليارات من القراء المحتملين والمشاهدين يستحقون عوائق وعيوب أن تكون تلك المؤسسات الإعلامية «عبيدًا» يكدون ويكدحون في أرض فيسبوك وغوغل.

تستحوذ كل من غوغل وفيسبوك تقريبًا على جميع الدولارات الإعلانية الجديدة، مما أجبر التلفزيون والموسيقى الرقمية والمؤسسات الإخبارية على الطلب من عملائها بشكلٍ متزايد تمويل صناعاتهم مباشرة أو التحول إلى الفيديو الرقمي الذي يفرض (في الوقت الحالي) أسعاراً مرتفعة للإعلانات.

ويظهر التاريخ أن السماح لعدد قليل من الناس أو الشركات بأن يكون لديهم الكثير من النفوذ والتأثير على المعلومات والترفيه لم يكن أمرًا جيدًا للعالم.

القبس