الأسهم العالمية تفقد الزخم رغم رهانات خفض الفائدة الأمريكية

2025/11/29 10:06 توقيت العربي

فقدت الأسهم العالمية زخمها في آخر يوم تداول من الشهر، حتى مع تنامي الرهانات على خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ما أبقى المؤشر العالمي للأسهم على مسار أفضل أسبوع له منذ يونيو.

كان مؤشر "إم إس سي آي لكل العالم" شبه مستقر، إذ كافحت الأسهم للعثور على اتجاه واضح بعد عطلة يوم الشكر في الولايات المتحدة. ومع ذلك، حافظ المؤشر على مكاسب بنسبة 3.1% خلال الأسبوع. وتراجعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.1% يوم الجمعة، ما وضعها على مسار أول انخفاض شهري منذ مارس.

في الصين، كانت شركات العقارات محط تركيز بعد أن رُفضت طلبات شركة "تشاينا فانكي" من قبل مصرفين محليين كبيرين على الأقل، أثناء محاولتها الحصول على قرض قصير الأجل لتهدئة مخاوف التخلف عن السداد التي أدت إلى انهيار سنداتها هذا الأسبوع.

وفي تطور آخر، رفع "جيه بي مورجان تشيس" توصيته بشأن الصين إلى "زيادة الوزن"، مبرراً أن احتمالات المكاسب الكبيرة العام المقبل تفوق مخاطر الخسائر الكبيرة.

رهانات خفض الفائدة تدعم الأسواق العالمية

شهدت الأسهم ارتفاعاً هذا الأسبوع مع تعزيز المستثمرين رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية من قبل الفيدرالي، حيث تُسعّر العقود الآجلة احتمالاً يقارب 80% لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة الشهر المقبل، مع توقعات بثلاثة تخفيضات أخرى بحلول نهاية 2026.

وقد دفع هذا الزخم الأسهم العالمية إلى مستويات قريبة من محو خسائر نوفمبر بالكامل، بعد موجة بيع أثارتها المخاوف بشأن تقييمات الذكاء الاصطناعي المبالغ فيها في وقت سابق من الشهر.

وقال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في "جلوبال إكس مانجمنت" إن "الأسهم الآسيوية تأخذ قسطاً من الراحة بعد موجة قوية جداً". وأضاف: "الكثير من الزخم الأخير جاء من انعكاس حاد في المراكز الاستثمارية، بيانات أميركية أضعف وشعور بالارتياح من أن تصحيح الذكاء الاصطناعي لم يتحول إلى شيء أكثر اضطراباً. ما نشهده اليوم يبدو كتوقف مؤقت وليس تحولاً في الاتجاه".

حققت الأسهم الآسيوية والعالمية مكاسب على مدى سبعة أشهر متتالية حتى أكتوبر، مع رهان المستثمرين على ازدهار الذكاء الاصطناعي. لكن مع ارتفاع التقييمات، حذّر كبار الرؤساء التنفيذيين في وول ستريت من احتمال حدوث تصحيح. وكان من بين هؤلاء تيد بيك، الرئيس التنفيذي لـ"مورجان ستانلي"، وديفيد سولومون من "جولدمان ساكس جروب"، اللذان أشارا في بداية الشهر إلى احتمال حدوث موجة بيع كبيرة.

وأصبح المستثمرون أكثر حذراً بعد ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 40% من أدنى مستوياته في أبريل، مدفوعاً بشركات التكنولوجيا الكبرى.

اتساع نطاق صعود الأسهم واستقرار المعادن الثمينة

تراجعت تلك المخاوف، وساعد تدفّق تصريحات مسؤولي الفيدرالي الداعمة لخفض الفائدة في إحياء معنويات السوق في وقت لاحق من نوفمبر. وقال بيتر أوبنهايمر، استراتيجي "جولدمان ساكس" إن "صعود الأسهم مرشح للاتساع خارج الولايات المتحدة". لكنه أضاف أن الاتجاه الصعودي للأسهم عموماً "محدود لأن التقييمات مرتفعة إلى حد معقول".

وبعيداً عن الأسهم، تحوّل الاهتمام إلى سوق السلع. وتداولت الفضة قرب 54 دولاراً للأونصة، أقل بقليل من مستوى قياسي مسجل في أكتوبر. ويتجه المعدن إلى تسجيل سابع مكسب شهري، وهي أطول سلسلة منذ عام 1980. كما ارتفع الذهب والبلاتين والبلاديوم.

ويتجه الذهب نحو تحقيق رابع مكسب شهري، وسط تنامي التوقعات بخفض جديد للفائدة في الولايات المتحدة. وعادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى رفع أسعار الذهب، باعتباره أصلاً لا يدر عائداً. وقد حقق المعدن الثمين مكاسب في كل شهر تقريبا من هذا العام، وهو في طريقه لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ 1979.

النفط مستقر والين متقلب

استقر خام "برنت" فوق 63 دولاراً للبرميل، متجهاً نحو رابع تراجع شهري في نوفمبر، وهي أطول سلسلة من هذا النوع منذ الفترة المنتهية في مايو 2023. وتجتمع دول "أوبك+" يوم الأحد، ومن المتوقع أن تبقي على خطة تجميد زيادات الإنتاج في أوائل 2026.

وفي الأثناء، شهد الين تقلبات بعد أن ظلّ التضخم في طوكيو مستقراً في نوفمبر، مما يبقي بنك اليابان على مسار رفع الفائدة في الأشهر المقبلة.

من المرجح أن تعزز هذه البيانات، وهي مؤشر رائد لاتجاهات الأسعار على المستوى الوطني، إلى زيادة ثقة البنك المركزي الياباني بأن توقعاته الاقتصادية قد تتحقق. وقد تمنح هذه الأرقام دفعة جديدة لرهانات المتعاملين على رفع الفائدة في ديسمبر، بعد أن ازدادت التكهنات بهذا الشأن مؤخراً.

حركة السندات الأمريكية

استؤنفت عمليات التداول الفعلي في سندات الخزانة الأمريكية يوم الجمعة، مع ارتفاع العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4%. وتراجعت وتيرة صعود السندات يوم الأربعاء بعد أن جاءت بيانات جديدة حول سوق العمل الأمريكية أقوى من المتوقع.

كانت السندات قد ارتفعت منذ الأسبوع الماضي بعدما رسمت بيانات وظائف سبتمبر المتأخرة صورة متباينة. ثم اكتسبت زخماً يوم الجمعة بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إنه يرى مجالاً لخفض الفائدة "في المستقبل القريب" بسبب ضعف سوق العمل.

جريدة الإقتصادية