توزيعات «هيومن سوفت» بين السخاء والتنشيف

2018/02/21 11:52 توقيت العربي

أوصى مجلس إدارة شركة هيومن سوفت بتوزيع %160 نقداً من القيمة الاسمية للسهم عن 2017، ونحو %70 منحة من رأس المال المدفوع، بواقع 70 سهما لكل 100 سهم.

وأعلنت الشركة عن تحقيق أرباح صافية بقيمة 28.1 مليون دينار بربحية سهم 231 فلسا مقابل 24.2 مليون دينار، بربحية سهم 199 فلساً في 2016 وبنسبة زيادة بلغت %16. وتعتبر تلك التوزيعات الكبرى في تاريخ الشركة، لكنها ليست الكبرى في تاريخ السوق الكويتية، الذي شهد توزيع أحد الأسهم نصف دينار منذ سنوات، وسهم آخر وزّع 200 فلس عقب انجاز صفقة كبيرة.

وفي ما يخص توزيعات «هيومن سوفت» انقسمت الآراء ما بين متفائل بالتوزيعات المعلنة، متوقعاً أن تنعكس إيجابا على سيولة السهم مستقبلاً مع تحقيق نمو جديد، باعتبارها قد تكون مؤشراً على وجود فوائض مالية كبيرة لدى الشركة.. وآخرون فسّروا ذلك على انه توجه من كبار الملاك نحو «تنشيف» الشركة، ومص السيولة المتوفرة، ويعبّر عن عجز على استغلال «الكاش» في التوسّع وتحقيق نمو تشغيلي، سواء محلياً أو عالمياً.

وقال عدد من المراقبين إن الشركات الجيدة دائماً تستثمر للمستقبل بما يحقق مصلحة كل حاملي السهم، فعلى سبيل المثال شركة مايكروسوفت العالمية استمرت 10 سنوات من دون توزيع، والنتيجة أنها حقّقت توسعات قياسية نتج عنها تضاعف سعر السهم مئات المرات؛ إذ كان السهم يتوالد باستمرار من خلال آلية معروفة في الأسواق العالمية تدعى SPLIT تسمح بانشطار السهم عندما يصل إلى سقف معين لينخفض سعره، ثم يعود للارتفاع فينشطر مجدداً، وهكذا. وأضافوا ان شركة هيومن سوفت و«بحسبة بدو» وزّعت تقريباً كل الأرباح التي حققتها هذا العام، إذ وزّعت نقداً %160 وباعتبار توزيعات المنحة كالنقدي %70، مع الأخذ بالاعتبار تراجع سعر السهم بعد التفسيخ فإنها تكون قد وزّعت 230 فلساً.

وأشاروا إلى أن زيادة توزيعات المنحة تصب في مصلحة كبار المساهمين، وهم فهد ابراهيم العثمان ومجموعة شركة العثمان للمشاريع التجارية %37، ومجموعة الامتياز %9.3، علماً أن أسهم الشركة شهدت إبرام صفقات خاصة كثيرة اشترى من خلالها مستثمرون أجانب نسبا كبيرة من الملاك الرئيسيين.

يذكر أن معظم الصفقات الخاصة التي أنجزت على السهم خلال العامين الماضيين، تمت على سعر 3 دنانير، فيما اقترب السهم من مستوى 4 دنانير في منتصف يناير الماضي، وأغلق أمس على سعر 3450 فلساً.

ووفقاً للمراقبين، فإن الملاك القدامى قد يكونون الرابح الأكبر، حيث إن عدد الأسهم سيزداد مما يسهل التخارج من السهم خلال السنة، وفي الوقت نفسه يحتفظون بأسهمهم القديمة، أو بطريقة أخرى يمكنهم إبرام صفقات خاصة جديدة لبيع السهم بأسعار قياسية قد تصل مثلاً إلى 4 دنانير كما عرضت في السابق، لا سيما أن الشركة بعد تلك التوزيعات السخية ستعتبر مغرية، وكلا الطريقين يوفر «الكاش» السريع لكبار الملاك.

وأشاروا إلى أن السيناريو الأفضل الذي يحقق مصالح كل المساهمين وليس البعض منهم، توزيع نسبة «كاش» معتدلة مع الوعد بحد ادنى للتوزيعات النقدية لعدة سنوات مقبلة، وهو ما يكافئ المساهمين الصغار والكبار، القدامى والجدد، ويجذب مستثمرين جددا للشركة، وفي الوقت نفسه يسمح لها باستغلال الفوائض النقدية في التوسع، وتحقيق المزيد من الإيرادات التشغيلية، وهو ما قامت به في السابق على سبيل المثال شركة «اجيليتي».

وذكروا أن توزيعات المنحة بقدر ما هي في مصلحة الملاك القدامى، ربما تمثل عبئا على المستثمر الجديد، متسائلين: هل يجد الملاك الجدد من يشترى أسهمهم في ظل أوضاع السوق الحالية؟ خصوصاً أن هناك توقعات بأن يشهد النشاط التشغيلي للشركة تراجعاً ملحوظاً، في حال افتتاح جامعة الشدادية ومع زيادة الجامعات الخاصة المنافسة بالكويت.

واستدعى المراقبون التاريخ القريب لشركة هيومن سوفت التي حاولت الانسحاب من بورصة الكويت في الماضي القريب، لولا تدخل هيئة الأسواق بقرار حاسم منعها من الانسحاب، لعدم توافر المبررات الكافية لذلك. وأشاروا إلى أن فهد العثمان قد أعلن في الربع الأخير بصفته شخصاً مسيطرا في شركة هيومن سوفت القابضة، بملكية مباشرة وغير مباشرة تبلغ %38.734 عن رغبته في بيع كمية لغاية 10.675 ملايين سهم من حصته في الشركة، تصل نسبتها إلى %8.73 من رأسمال الشركة، على أن يتم تنفيذ الصفقات وفقاً لنظام بيع الصفقات الخاصة المعمول به في بورصة الكويت.

وأضافوا: يبدو أن محاولات البيع الأخيرة عبر الصفقات الخاصة لم تلق رواجاً، والدليل أن نسبة الملكية للعثمان ومجموعته لم تتراجع سوى %1.7، ويعتقد أنها تمت من خلال السوق، خصوصاً أن آخر صفقة خاصة تمت على السهم كانت في 22 يناير 2017 على سعر 3 دنانير، وهو ما قد يكون المبرر لضرورة تخفيض سعر السهم عبر توزيعات منحة كبيرة.

كونا