دبي الـ7 عالمياً في الوجهات العالمية لاستقطاب أصحاب الثروات

2025/07/14 09:30 توقيت العربي

برزت دبي بصفتها واحدة من أهم الوجهات العالمية لجذب أصحاب الملاءة المالية العالية، حيث تقدمت 5 مراكز لتحتل المرتبة الـ7 بين أغلى مدن العالم، والـ4 في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، على الرغم من الارتفاع الطفيف لمتوسط الأسعار بالعملة المحلية بنسبة 1% فقط وفقاً للتقرير العالمي للثروة ونمط الحياة 2025، الصادر عن بنك «جوليوس باير»، السويسري المتخصص في إدارة الثروات.

وبحسب التقرير، أصبحت دبي منافساً قوياً للمراكز التقليدية للثروات في هذه المنطقة مثل لندن وموناكو وزيورخ.

وشهد التصنيف تغييرات كبيرة في المراكز، حيث صعد كل من بانكوك وطوكيو 6 مراكز، وواصلت دبي تحقيق مراكز أعلى.

ولا يزال تصنيف المدن يشهد مستويات عالية من التنافس، حيث حافظت سنغافورة على مكانتها باعتبارها أغلى مدينة لأصحاب الملاءة المالية العالية على مستوى العالم، تليها لندن التي تقدمت إلى المركز الثاني، بينما جاءت هونغ كونغ في المركز الثالث.

النتائج الإقليمية

تصدّرت مدن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا التصنيف مرةً أخرى، حيث تمثل الآن أكثر من نصف المراكز العشرة الأولى عالمياً.

وتأتي لندن في صدارة تلك المدن، حيث تقدمت إلى المركز الثاني عالمياً، بينما جاءت موناكو وزيورخ في المركزين الرابع والخامس على التوالي، ليتقدم كل منهما مركزاً واحداً.

وارتفعت دبي 5 مراكز إلى المركز السابع، ما يعزز تنافسيتها القوية بين مراكز الثروة التقليدية. وحافظت ميلانو وفرانكفورت على مراكزهما نفسها، بينما تراجعت باريس قليلاً في التصنيف. أما جوهانسبرغ، فما تزال في المركز الأخير رغم بعض الزيادات في الأسعار.

ولم تشهد الأسعار ضمن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تقلبات كبيرة عموماً، حيث حافظت الأسعار بالعملة المحلية على استقرارها وتراجعت قليلاً في بعض المدن، مثل زيورخ.

وجاءت أبرز زيادة للأسعار في المنطقة في باريس، حيث أسفرت الزيادة في تكاليف السفر وتجارب الضيافة عن ارتفاع بنسبة 5% على أساس سنوي. كما ارتفعت تكاليف التعليم الخاص في لندن نتيجة التغييرات التشريعية الأخيرة.

وشهد الشرق الأوسط إقبالاً كبيراً على السلع التجريبية والمادية من السكان الأثرياء. ودار تركيزهم في المنطقة على الفنادق، وملابس الرجال وحقائب النساء الفاخرة، وتجارب تناول الطعام الراقية، والهواتف الذكية.

ونظراً لتنوع الاقتصادات واتساعها في المنطقة، من المرجح أن يكون هناك تباين ملحوظ في أدائها خلال العام المقبل، حيث تشير التوقعات إلى أن منطقة اليورو ستشهد نمواً طفيفاً وانخفاضاً إضافياً في التضخم، مقابل نمو قوي لدبي خلال العامين الجاري والمقبل بفضل ازدهار السياحة والتجارة والتمويل.

وحافظت سنغافورة على مكانتها بوصفها أغلى مدينة في العالم، ما يسلط الضوء على الأهمية المستمرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي شهدت انخفاضاً طفيفاً في الأسعار بنسبة 1% في جميع أنحائها، وبالتالي تكون الأكثر استقراراً بين جميع المناطق التي شملها التقرير هذا العام.

وعلى صعيد التصنيف، حققت بانكوك وطوكيو الارتفاع الأكبر، حيث تقدم كل منهما ستة مراكز لتصلا إلى المركزين 11 و17 على التوالي، بينما تراجعت شنغهاي من المركز الرابع إلى السادس.

دبي الأعلى في مستويات الازدهار

إن التحول السريع الذي تحققه دبي لتصبح وجهة عالمية المستوى في مجال تجارب الرفاهية والأعمال والابتكار يساهم في تعزيز مكانتها بين أعلى المدن تصنيفاً على مستوى في العالم.

وتواصل دبي تحقيق مستويات أعلى من الازدهار رغم تراجع سوق أنماط الحياة الفاخرة العالمية وسط الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية.

وأفاد التقرير بأنه ورغم استقرار عدد كبير من الأسعار في دبي العام الماضي، حدثت زيادة كبيرة في السلع العالية التكلفة مثل السيارات (بزيادة 13%) والعقارات السكنية (بزيادة 17%)، ما أثر على التكلفة الإجمالية للمعيشة للأثرياء.

وسجلت سوق العقارات في دبي نمواً استثنائياً خلال عام 2024، حيث ارتفعت قيمة المبيعات العقارية بنسبة 27% على أساس سنوي، والذي يمثل أحد المؤشرات على الإقبال المتزايد عليها باعتبارها وجهة للإقامة الطويلة الأمد لأصحاب الملاءة المالية العالية وعائلاتهم، والذين انتقل عدد منهم للإقامة في دبي.

ومن المتوقع أن يستمر زخم انتقال أصحاب الملايين إلى دبي، والذي بدأ خلال أزمة كوفيد-19 ليتجاوز صافي التدفق الداخل نظراءه في جميع الدول الأخرى، ما يرسخ مكانة دبي بصفتها وجهة رائدة للنخبة العالمية. كما أشار تقرير شركة هينلي آند بارتنرز إلى أن طلبات الحصول على تأشيرة إقامة خلال العقد الماضي شهدت ارتفاعاً في عدد أصحاب الملايين المقيمين في دبي بنسبة 102%.

وتساهم عدة عوامل في تعزيز مكانة دبي، بما فيها بيئتها الضريبية المواتية وجودة الحياة العالية وبرامج الإقامة الاستشرافية مثل التأشيرات الذهبية وتأشيرات رواد الأعمال، إضافة إلى كونها مركزاً مالياً عالمياً رائداً، حيث شهد مركز دبي المالي العالمي نمواً غير مسبوقٍ، مع زيادة الشركات النشطة العاملة فيه خلال عام 2024 بنسبة 25%.

وتسير دبي بخطى ثابتة نحو المستقبل، بالتوازي مع التوقعات بتحقيق نمو اقتصادي كبير في عام 2025 والجهود الحثيثة لتنفيذ مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الطموحة لمضاعفة اقتصاد الإمارة بحلول عام 2033.

وفي سياق الزيادة المتوقعة في عدد السكان الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً بنسبة 29% بحلول عام 2050، تعمل دبي على تطوير منظومة خدمات الرعاية المقدمة لكبار السن لتقديم المستويات المتقدمة نفسها من الرفاهية في جميع مراحل الحياة والعناية بكل جانب من جوانب صحة المقيمين.

وشرعت دبي في حصد ثمار جهودها الرامية إلى ترسيخ مكانتها مدينةً مبتكرةً وذات رؤية مستقبلية توفر أرفع مستويات المعيشة. فقد سجل مطارها الدولي رقماً قياسياً بلغ 92.3 مليون مسافر في عام 2024، ما يجعله الأكثر إشغالاً في العالم للرحلات الدولية؛ مع توقعات بتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية بفضل الجهود الحالية لإجراء تحديث شامل للمطار الثاني في الإمارة.

وبالنظر إلى مسارها التصاعدي حالياً، فمن المرجح أن تحقق دبي أحد المراكز الثلاثة الأولى في السنوات القادمة.

وتشير الوقائع إلى أن الإمارة ستحافظ على جاذبيتها الكبيرة رغم ارتفاع تكلفة المعيشة الفاخرة فيه، بالتوازي مع تزايد أعداد المقيمين من أصحاب الملاءة المالية العالية.

وقال ريشاب ساكسينا، الرئيس المشارك لقسم متخصصي فئات الأصول العالمية في بنك جوليوس باير: «لا تزال اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي تُظهر مرونةً كبيرةً».

الإمارات تحافظ على زخم النمو

حافظ الاقتصاد الإماراتي على زخمه القوي، فقد نما الاقتصاد غير النفطي في أبوظبي بنسبة 8.6% في عام 2024، مدعوماً بمساهمة القطاعات غير النفطية بنسبة تجاوزت 55% من الناتج المحلي الإجمالي. كما تواصل دبي تصدّر قائمة المدن التي تسجل تعافياً في قطاعي الخدمات والسياحة في المنطقة، حيث تخطت أعداد الزوار 22 مليون في عام 2025.

وتحقق مطارات دبي، أحد أكثر المراكز إشغالاً على مستوى العالم، نجاحاً تلو الآخر وتحظى بمكانة بارزة بصفتها بوابة لأنشطة التجارة والسياحة الدوليّتين، وتساهم في ترسيخ حضور الإمارة باعتبارها مركز ربطٍ عالمياً.

وتسلط الأهمية المتزايدة التي تحظى بها المراكز المالية مثل مركز دبي المالي العالمي وسوق أبوظبي العالمي الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه دولة الإمارات بصفتها مركزاً إقليمياً للاستثمار ورأس المال الخاص والتمويل العالمي. وتتصدّر هذه المراكز بصورة متزايدة جهود الابتكار، لا سيما في مجالات الأصول الرقمية والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، التي أصبحت الركائز الجديدة للاقتصادات المتنوعة المواكبة للمستقبل.

جريدة الخليج