«صقر أم حمامة؟».. الانقسام يهيمن على «الفيدرالي» لحسم أسعار الفائدة

2025/11/23 08:03 توقيت العربي

مع عودة الوكالات الحكومية الأمريكية للإعلان عن بياناتها الاقتصادية المتأخرة بسبب الإغلاق الحكومي، يبرز سؤال رئيسي: هل سيخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل؟

تحول سريع

شهدت توقعات المستثمرين تحولاً ملحوظًا في الأيام الأخيرة، حيث تراجعت الرهانات على خفض الفائدة الآن إلى احتمال بنسبة 60% أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعاره في ديسمبر، بعد خفضين متتاليين في سبتمبر وأكتوبر.

هذا التحول المفاجئ يعكس حالة من الترقب والحيرة التي تسيطر على وول ستريت، في انتظار البيانات الاقتصادية المؤجلة التي ستكشف عن الحالة الحقيقية للاقتصاد الأمريكي.

الصقور أم الحمائم؟

ينقسم صناع القرار في البنك المركزي الأمريكي حول أسعار الفائدة. وتؤكد بيث هاماك، محافظ الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند أنه "ليس من الواضح أن السياسة النقدية ينبغي أن تبذل المزيد من الجهد". وتتفق معها لوري لوجان من دالاس، وجيفري شميد من كانساس سيتي، في الدعوة للحذر ومراقبة تطورات التضخم.

وفي الجهة المقابلة، يخرج ستيفن ميران مدافعًا عن ضرورة خفض الفائدة مرة أخرى، معبرًا عن اقتناعه بأن التكاليف لا تزال مرتفعة جداً. وما يزيد من أهمية موقف ميران نيته العودة إلى البيت الأبيض مستشارًا اقتصاديًا، حيث يتشارك مع الرئيس ترامب الرأي نفسه.

باول والبيانات المفقودة

في وسط هذا الجدل، يبدو رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حريصًا على عدم إعطاء أي إشارات مسبقة. فبعد خفض أكتوبر، أوضح أن الإجراءات السابقة تهدف إلى "تأمين سوق العمل" من أي تدهور محتمل. لكنه أشار إلى أن "ضباب" البيانات الناتج عن الإغلاق الحكومي قد يستدعي التريث.

الأسبوع الحاسم

كل الأنظار الآن تتجه إلى الأسبوع المقبل، حيث ستبدأ سلسلة البيانات الاقتصادية في الظهور لأول مرة منذ شهر ونصف. كما ستدلي مجموعة جديدة من أصحاب القرار بآرائهم، أبرزهم كريستوفر والر المؤيد المعروف لسياسات أكثر مرونة.

هذا التوقيت سيكون حاسمًا في تحديد اتجاه البنك المركزي الأمريكي، في اختبار حقيقي لقدرته على الموازنة بين مخاوف التضخم ومخاطر تباطؤ النمو.

والسؤال الذي ينتظر الإجابة: هل سيكون ديسمبر شهر الخفض الثالث.. أم بداية لعودة السياسة النقدية إلى الاستقرار؟ الجواب لا يزال غامضًا.

جريدة اليوم السعودية