2018/02/19 07:42 توقيت العربي

لم يمنع الشعور بالقلق والتوتر الداخلي الذي يسيطر حاليا على سلوك كبار المضاربين العالميين في سوق العملات، لم يمنعهم من مواصلة مضارباتهم على مختلف العملات، ولكنه حد إلى حد كبير من رغبتهم في تكثيف مضاربتهم، وتبنيهم منهجا أكثر حذرا في التعامل.

عوامل متعددة قد تكون وراء ذلك الوضع، أبرزها وأهمها ما يصفه البعض "بالحرب الباردة" في سوق العملات الدولية، حيث يشعر الجميع بمخاوف حقيقية من انفجار الوضع في أية لحظة ويتهيئون لحرب معلنة وشرسة لا هوادة فيها.

جاك جوبر أحد المضاربين على العملات في الأسواق البريطانية يصف الوضع لـ "الاقتصادية" بقوله، إن "الحرب الباردة الراهنة في سوق العملات، خاصة بين اليوان الصيني والدولار الأمريكي، لم تنفجر حتى الآن لأسباب سياسية فقط، ولكن اقتصاديا فإن العوامل كافة متاحة لتفجير الوضع، وعندما تفشل السياسة في احتواء الوضع، فإن الاقتصاد سيأخذنا حتما إلى حرب عملات حقيقية".

ويعتقد بعض الخبراء أن مواصلة الدولار الأمريكي خسارة مركزة، باعتباره العملة الاحتياطية الأولى في العالم لصالح اليوان الصيني، وقيام دول مثل الصين وروسيا وفنزويلا بتحركات استراتيجية لتجاوز الدولار لصالح عملات أخرى، يعزز من إمكانية اتجاه العالم إلى حرب عملات حقيقية.

لكن الدكتورة ماري جولدرين الخبيرة الاقتصادية في مجال التجارة الدولية، تعتقد أن أخطر التحركات التي تعزز الانتقال من مرحلة "الحرب الباردة" إلى صراع تجاري دموي جراء التدخل الحكومي في تسعير العملات، يمكن أن يحدث نتيجة المواقف الصينية.

وتضيف لـ "الاقتصادية"، أنه "إذا اتخذت الصين قرارها بتسعير النفط باليوان بعقد مستقبلي جديد مدعوم بالذهب، فإن ديناميكيات الاقتصاد الدولي ستتغير، فالبترو يوان الذي تستعد الصين لإطلاقه في وقت لاحق من هذا العام، سيهدد في النهاية الدولار الأمريكي كسيد عملات العالم، وإذا شعرت واشنطن بذلك فإنها ستطلق كل ما في جعبتها من أسلحة لإعادة الوضع إلى سابق عهده، والإطاحة باليوان، وهذا لا يمكن أن يتم دون حرب تجارية عنيفة، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية الراهنة لن تتردد بتاتا في شن حرب عملات إلى أقصى مدى للحفاظ على مكانة أمريكا الاقتصادية".

ومن نافلة القول، إن الصين تتطلع بالفعل إلى اتخاذ خطوات كبيرة ضد ما تعتبره هيمنة عالمية للدولار، فهي أكبر دائن للولايات المتحدة، وأكبر مستورد للنفط، وتقوم بدور متزايد في أسواق الذهب العالمية، وتحصل على دعم روسي لاستخدام البترو يوان في تسعير النفط، وتنال دعما دوليا متزايدا من عدد كبير من الدول في تحديها للاقتصاد الأمريكي، وتحديدا الدولار، لكن هل يعني ذلك أن اليوان سيهزم الدولار سواء بالضربة القاضية أو بعدد الجولات في المعركة التي يعتبرها البعض انطلقت بالفعل؟

يتفق معظم الخبراء والمختصين بأن حرب العملات قائمة ولكن في حدود، لكن اتفاقهم هذا لا يعني توافقهم على من سيحظى بالفوز النهائي في تلك المعركة.

جوردن جودمان الخبير الاستثماري يعتقد أن الدولار سيهزم اليوان في نهاية المطاف، ولكنه سيخرج من المعركة بخسائر فادحة، ربما تؤثر فيه كاحتياطي لعملات العالم، ولكن تراجعه لن يصب في صالح الصين، وإنما في صالح حلفاء واشنطن وعلى رأسهم اليابان ومنطقة اليورو.

ويضيف لـ "الاقتصادية"، أنه لا أحد يستطيع إنكار أن الاقتصاد الصيني يتقدم للأمام، وبالطبع معه اليوان، ولن تفلح واشنطن في مواجهة العملة الصينية إلا عبر تشكيل تحالف دولي من الاقتصادات الموالية لها، وفي الحقيقة فإن التحالف الذي ستقوده واشنطن سيكون امتدادا لتحالفها السياسي، وستصبح اليابان أول حلفاء واشنطن في معركة حرب العملات، فلا يوجد أي مصلحة حقيقية لطوكيو في أن تشاهد الصين تنتزع صدارة الاقتصاد العالمي.

ويعتقد جودمان أن الحليف الثاني لواشنطن في تلك المعركة سيكون بريطانيا، ولكنه حليف يصعب التعويل عليه كثيرا، فلندن تغادر الاتحاد الأوروبي وسط مصاعب اقتصادية مقبلة في الطريق، وستكون في حاجة إلى الأسواق الصينية بشدة، ولذلك فإن مدى دعمها لواشنطن سيكون مرتبطا باستعداد الولايات المتحدة لتلبية الكثير من الطلبات البريطانية، وفي مقدمتها توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، أما الحليف الثالث فسيكون الاتحاد الأوروبي، الذي تعود مشاركته بالأساس إلى قلق بعض العواصم الأوروبية من التعاون الروسي الصيني في مواجهة الدولار، فهزيمة الدولار تعني نسبيا هزيمة اليورو؟ ويشير جودمان إلى أنه إذا خرج التحالف الأمريكي منتصرا في مواجهة الصين، فإن الدولار سيخرج مستنزفا بشكل كبير من المعركة، وسيفتح ذلك الباب لعملات حلفائه مثل الين الياباني واليورو الأوروبي إلى تعزيز مواقعهم في التجارة الدولية، وفي احتياطات العملات الأجنبية في العالم.


الإقتصادية

رمز السهم السعر حجم التداول
سابك 114.77 5,915,941
دولار أمريكي 1.00
ريال سعودي 3.75
درهم إماراتي 3.67
ريال قطري 3.65
دينار كويتي 0.30
دينار بحريني 0.38
ريال عماني 0.39
يورو 0.81
جنيه استرليني 0.71
ين ياباني 104.70
الدولار الأميركي يستقر أمام الدينار عند 0.299

2018/04/04

استقر سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار الكويتي اليوم عند 0.299 دينار، كما استقر اليورو عند 0.368 دينار مقارنة بأسعار صرف يوم أمس.

وقال بنك الكويت المركزي في نشرته اليومية عل

كونا

الدولار يتراجع متأثراً بالنزاع التجاري مع الصين

2018/04/04

تراجع الدولار أمس بسبب المخاوف من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على رغم استقرار أسواق العملة إلى حد بعيد وتجاهلها للتأثير المحتمل للنزاع على النمو العالمي. ونزل الدولار مقابل الين، ا

رويترز

احتياطي مصر الأجنبي إلى 42.6 مليار دولار

2018/04/03

أفاد البنك المركزي المصري بأن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي ارتفع إلى 42.611 مليار دولار بنهاية شهر مارس الماضي، من 42.524 مليار خلال فبراير.

وهذا أعلى مستوى لاحتياطيات البلاد من العملة ا

رويترز

الرعب يعصف بالعملات الرقمية وخسائر بـ313 مليار دولار

2018/04/03

خلال الربع الأول من العام الجاري، تكبدت #العملات_الرقمية ثاني أكبر موجة خسائر فصلية منذ ظهورها خلال العام 2009.

وتسببت مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها بعض الحكومات والبنوك

العرب القطرية

العملات الرقمية تفشل في جذب المستثمرين إلى «الذهب الجديد»

2018/04/01

تنقسم آراء المستثمرين حول الذهب كأحد الآليات الاستثمارية شائعة الانتشار، فهناك من يرى فيه وسيلة مثلى للحماية من التقلبات التقليدية للأسواق، وحائط صد لموجات التضخم، بينما يشكك البعض الآخر في جدواه

الإقتصادية