صراع الكبار على الديون الأميركية.. اليابان ترفع والصين والهند والبرازيل تخفض

2025/09/22 06:33 توقيت العربي

تباينت استثمارات أكبر 20 دولة حول العالم في أدوات الدين الأميركية خلال يوليو الماضي، وفق أحدث بيانات صادرة عن وزارة الخزانة الأميركية، بينما رفعت بعض الدول منها اليابان والمملكة المتحدة، استثماراتها في أذون وسندات الخزانة الحكومية الأميركية، خفضت بعض الدول استثماراتها أبرزها الصين والهند والبرازيل وكندا، وسط توتر في العلاقات بين تلك الدول وبين الولايات المتحدة نتيجة فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على صادراتها.

وعززت دول أوروبا استثماراتها في أدوات الدين الأميركية خلال يوليو الماضي، قبيل اتفاق تجاري بين المفوضية الأوروبية وإدارة ترامب في أغسطس الماضي، سيخفض بموجبه الاتحاد الأوروبي الرسوم بينما تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على أغلب سلع دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 15%.

وتصدرت اليابان الدول المستثمرة في أدوات الدين الأميركية بنحو 1.151 تريليون دولار بنهاية يوليو الماضي، بزيادة سنوية 5.3%، مقابل 1.093 تريليون دولار في يوليو 2024، فيما ارتفعت بنسبة هامشية على أساس شهري بلغت 0.33% وذلك مقابل 1.148 تريليون دولار في يونيو الماضي.

وتحتل المملكة المتحدة المركز الثاني في قائمة الدول المستثمرة في سندات وأذون الخزانة الأميركية بنحو 899.3 مليار دولار بنهاية يوليو الماضي، مقابل نحو 733.5 مليار دولار في يوليو من العام 2024، بارتفاع 22.6%، فيما ارتفعت استثمارات بريطانيا على أساس شهري بنسبة 4.8%، بعد أن سجلت نحو 858 مليار دولار في يونيو الماضي.

الصين تتراجع تحت وطأة التوترات

فيما تتواصل المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية والعلاقات التجارية بين البلدين، خفضت بكين ثالث أكبر الدول استثماراً في أدوات الدين الحكومية الأميركية استثماراتها بنحو 6% على أساس سنوي، و3.4% على أساس شهري، إذ بلغت استثمارات الصين (البر الرئيسي) 730.7 مليار دولار في يوليو من العام 2025، ومقابل نحو 776.5 مليار دولار في يوليو 2024، ومقارنة بنحو 756.4 مليار دولار في يونيو الماضي.

ويأتي تراجع حيازة الصين من السندات والأذون الحكومية الأميركية، فيما يسعى كلا البلدين إلى إيجاد مسار للخروج من فترة من العلاقات المتوترة التي تفاقمت بسبب التوترات التجارية، والقيود الأميركية على رقائق أشباه الموصلات، وملكية "تيك توك"، والأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، والمسائل المتعلقة بتايوان، التي تدعي بكين أنها جزءًا من أراضيها.

وفي المرتبة الرابعة كأكثر الدول استثمارات في أدوات الدين الأميركية تأتي جزر كايمن، باستثمارات نحو 438.7 مليار دولار في يوليو الماضي، مقارنة بنحو 380.1 مليار دولار في يوليو من العام 2024، بزيادة 15.4%، فيما انخفضت على أساس شهري بنسبة 0.9%.

أوروبا تعزز حضورها

وعززت دول أوروبا استثماراتها في الأذون والسندات الأميركية، حيث تأتي بلجيكا المركز الخامس باستثمارات نحو 428.2 مليار دولار في يوليو من العام 2025، مقابل 315.9 مليار دولار في يوليو من العام 2024، بزيادة سنوية 35.6%، فيما انخفضت على أساس شهري بنحو 1.2%، بعد أن سجلت نحو 433.4 مليار دولار في يونيو 2025.

وتأتي لوكسمبورغ في المركز السادس باستثمارات نحو 405 مليارات دولار، بزيادة سنوية 4%، وشهرية 0.1%، وعادة ما تأتي تلك الدول الصغيرة كأكثر الدول استثماراً في الديون الأميركية مثل جزر كايمن ولوكسمبورغ باعتبارها مراكز مالية دولية.

ورفعت فرنسا سابع الدول المستثمرة في الديون الأميركية استثماراتها بنسبة 35% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 392 مليار دولار في يوليو من العام الجاري، مقارنة بنحو 291.1 مليار دولار في يوليو من العام الماضي، وارتفعت أيضاً على أساس شهري بنسبة 4.6% في يوليو الماضي، مقابل نحو 374.8 مليار دولار في يونيو السابق له. وأيضاً على مستوى الدول الأوروبية رفعت النرويج استثماراتها بنحو 30% على أساس سنوي، إلى نحو 208 مليارات دولار، فيما زادت ألمانيا استثماراتها بنحو 2.7% إلى نحو 107.7 مليار دولار خلال يوليو الماضي.

كندا والهند والبرازيل

بينما توترت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة، إذ خفضت كندا استثماراتها في الديون الأميركية بنسبة 13% على أساس شهري، لتسجل 381.4 مليار دولار، مقابل 438.5 مليار دولار في يونيو من 2025.

فيما رفعت كندا استثماراتها في الديون الأميركية بنسبة 1.6% على أساس سنوي خلال يوليو الماضي، مقابل نحو 375.3 مليار دولار في يوليو من العام 2024.

وخفضت الهند استثماراتها في أدوات الدين الحكومية الأميركية بنسبة 8% على أساس سنوي، و4% على أساس شهري، لتسجل 219.7 مليار دولار في يوليو الماضي.

كان ترامب قد فرض رسوما جمركية عقابية قدرها 25% على الواردات الهندية اعتبارا من 27 أغسطس، مما رفع الرسوم الجمركية الإجمالية للمثلين إلى 50% في إطار حملة الضغط التي تمارسها واشنطن على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

وبالمثل خفضت البرازيل استثماراتها في أدوات الدين الحكومية الأميركية بنسبة 12% على أساس سنوي، و6.3% على أساس شهري، لتسجل 201.7 مليار دولار في يوليو الماضي، وسط توتر شديد في العلاقات بين البلدين وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً تجارية باهظة على برازيليا، وهو ما أرجعه ترامب إلى محاكمتها حليفه اليميني والرئيس السابق للبلاد جايير بولسونارو بتهمة تدبير انقلاب.

ويخضع أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية حاليا لرسوم بنسبة 50%، رغم إعفاء مئات السلع، من بينها الطائرات وعصير البرتقال.

عربياً تباين أداء الاستثمارات السعودية في أذون وسندات الخزانة الأميركية، بارتفاع 0.8% على أساس شهري، وانخفاض 7.7% على أساس سنوي، لتسجل نحو 131.7 مليار دولار في يوليو الماضي، فيما ارتفعت الاستثمارات الإماراتية بنسبة 56.5% على أساس سنوي، و11.7% على أساس شهري، لتسجل نحو 107.8 مليار دولار في يوليو 2025.

العربية.نت