"سابك" لـ"الاقتصادية": تطوير 135 منتجا تلبي طلب الأسواق وإنفاق ملياري ريال للبحث

2025/12/10 09:45 توقيت العربي

قال نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في "سابك" عبدالرحمن شمس الدين، إنه تم تشغيل مشروع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر (MTBE) الذي يتبع شركة بتروكيميا في الجبيل مؤخرا، وهو أكبر مصنع مستقل في العالم لتصنيع هذه المادة، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية مليون طن متري.

أضاف في حوار مع "الاقتصادية"، أنه تم إنجاز 87% من مشروع فوجيان للبتروكيماويات في الصين بنهاية الربع الثالث، ويبلغ إجمالي الاستثمار فيه 6.4 مليار دولار، ويتضمن 16 وحدة إنتاج، ومن أصل 12 تقنية مستخدمة في المشروع نجح في استخدام 9 مملوكة لسابك.

ذكر شمس الدين، أن الشركة أنفقت ملياري ريال على البحث والتطوير في 2024، وبلغت براءات الاختراع النشطة أكثر من 11 ألف براءة وطلب تسجيل قيد التنفيذ، تشمل 220 جديدة ذات أولوية تم تقديمها خلال العام.

فيما أشار إلى تطوير وإنتاج أكثر من 135 منتجا وحلول جديدة تلبي الطلب في عدة أسواق وقطاعات حيوية ..وفيما يلي نص الحوار :

ما أبرز المستجدات في مجال تعزيز النمو والمشاريع الاستراتيجية لشركة (سابك) ومنها مشروع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر في (بتروكيميا) بالجبيل ومجمع سابك فوجيان للبتروكيماويات في الصين ؟

في مجال تعزيز النمو والتوسع من خلال تنفيذ المشاريع الاستراتيجية، تواصل "سابك" التقدم في مشاريعها وفق المخطط له، وتم مؤخرا إطلاق تشغيل مشروع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر (MTBE)، والذي يتبع شركة (بتروكيميا) في السعودية.

يعد المشروع أكبر مصنع مستقل في العالم لتصنيع هذه المادة، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية مليون طن متري، كما يستخدم تقنيات مرخصة من (سابك) في وحدة إزالة الهيدروجين التابعة له، وسيعزز المشروع الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتحسين الأداء في قطاع النقل والمواصلات.

فيما يتعلق بمشروع مجمع (فوجيان للبتروكيماويات) في الصين، فيواصل المشروع تقدمه وفقاً للتكلفة المرصودة والجدول الزمني المخطط له، وبنهاية الربع الثالث من هذا العام بلغت نسبة الإنجاز 87%.

يقود هذا المشروع الرئيس توسعنا الاستراتيجي في آسيا بقدرة إنتاجية سنوية متوقعة من الإيثيلين تصل إلى 1.8 مليون طن متري، تستهدف تلبية الطلب المتزايد على المنتجات الكيماوية في السوق، مع تحفيز فرص الاستثمار في الصناعات التحويلية.

يبلغ إجمالي الاستثمار في هذا المشروع 6.4 مليار دولار، كما يتضمن 16 وحدة إنتاج، ومن أصل 12 تقنية مستخدمة في المشروع، نجحنا باستخدام 9 تقنيات مملوكة لـ (سابك)، ما يجسد ريادتها في مجال التقنية والابتكار، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع في النصف الثاني من العام القادم.

كم تنفق "سابك" سنويا على أبحاث التصنيع مقارنة بالشركات العالمية الكبرى في نفس القطاع ؟

بفضل امتلاكنا 20 مركزا للبحث والتطوير، وفريقا يضم أكثر من 2000 مختص حول العالم، يستمر تركيزنا على الابتكار التقني في دفع جهودنا البحثية. وبنهاية 2024، بلغ الإنفاق على البحث والتطوير أكثر من ملياري ريال.

بلغت باقة براءات الاختراع النشطة 11 ألف براءة اختراع وطلب تسجيل قيد التنفيذ، منها 220 جديدة ذات أولوية تم تقديمها خلال العام، وأيضا تم تطوير وإنتاج 135 منتجا وحلول جديدة تلبي طلب عدة أسواق وقطاعات حيوية.

ما التقنية التي تستخدمها "سابك" أو تنوي استخدامها وتعوّل عليها في إحداث نقلة نوعية خلال الفترة المقبلة ؟

من بين أهم النقاط التي نركز عليها حاليا هي الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة وأحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحسين أداء الأصول.

على سبيل المثال، تم نشر نظام مراقبة مدعوم بالذكاء الاصطناعي في جميع مصانعنا العالمية يتنبأ بتعطل المعدات، ما يتيح إمكانية القيام بالصيانة الاستباقية لمنع الاضطرابات المكلفة والحد من الخسائر المادية.

كذلك تستخدم الأدوات التنبؤية الرقمية البيانات الخاصة بجودة المواد الخام ومعايير إجراءات العمل والظروف البيئية، لتحديد إعدادات الإنتاج المثلى وتعظيم العائدات.

كما تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي أيضاً في تقليل الانبعاثات واستهلاك الطاقة، بينما توفر الأدوات الرقمية الأخرى رؤية واسعة النطاق حول كفاءة الموارد ومقاييس الانبعاثات لدعم طموحاتنا في تحقيق الحياد الكربوني.

ما تأثير التطورات العالمية في التصنيع ؟

تواجه الصناعة العالمية اليوم موجة تحولات عميقة تعيد رسم خريطة الإنتاج وسلاسل الإمداد، حيث أسهمت التطورات التقنية المتسارعة في انتقال التصنيع من نماذج تقليدية تعتمد على العمالة الكثيفة، إلى منظومات ذكية تركز على الابتكار، والمرونة، وإنتاج أعلى قيمة مضافة.

كما دفعت التغيرات الجيوسياسية والمناخية دول العالم إلى إعادة تقييم مواقع مصانعها ومصادر موادها الخام، ما نتج عنه توجه واضح نحو تنويع سلاسل الإمداد، والحد من الاعتماد على مناطق إنتاج محددة.

وفي الوقت نفسه، أصبحت الاستدامة وخفض الانبعاثات أمراً هاماً للدخول إلى الأسواق العالمية، وهو ما حفّز الاستثمارات في التقنيات الخضراء والطاقة المتجددة داخل القطاع الصناعي.

ولا شك أن هذه التطورات تنعكس على منطقتنا بفرص وتحديات في آن واحد؛ إذ تتيح إمكانية بناء بنية صناعية حديثة ، تتطلب تسريع التحول الرقمي، وتطوير المهارات، وتحفيز الاستثمارات في التقنيات المتقدمة.

وبقدر ما تستطيع الدول والمنظومات الاندماج في هذه الموجة الجديدة التي تتعرض لها الصناعة العالمية، بقدر ما ستتمكن من تعزيز تنافسيتها الصناعية وتوسيع حضورها في الاقتصاد العالمي المتغير.

ما الاتجاهات العالمية الحديثة في التصنيع ودور التقنية في ذلك ؟

تشهد الصناعة اليوم تحولاً جذرياً تقوده التقنية والابتكار. فالمصانع الحديثة لم تعد خطوط إنتاج تقليدية، بل منظومات ذكية تعتمد على البيانات والروبوتات والتحليل الفوري لتعزيز الإنتاجية وتقليل الهدر.

كما أسهمت التقنيات القائمة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، في رفع كفاءة التشغيل وتحسين جودة المنتجات، وفتحت آفاقاً جديدة للتصنيع.

وتتجه دول العالم، بما فيها منطقتنا، إلى بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة، والتركيز على الاستدامة كشرط أساسي للمنافسة الدولية.

في المقابل، يتطلب النجاح في هذا المشهد الاستثمـار الذكي في رأس المال البشري، وتوطين التقنيات ذات الأثر الاستراتيجي، وتعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص ومراكز البحث والتطوير.

والمستقبل الصناعي في المنطقة مرشح للنمو بقوة، بشرط تبني التحول الرقمي، وتطوير الصناعات عالية القيمة، وخلق بيئة تمكّن الابتكار المحلي، وتجذب الاستثمارات العالمية. هذه الركائز كفيلة بأن تنقل صناعتنا من مرحلة التحديث إلى مرحلة الريادة في اقتصاد عالمي سريع التغير.

ما انطباعاتكم عن النسخة الحالية من منتدى (جيبكا) لهذا العام ؟

اكتسب "منتدى (جيبكا) السنوي"، الحدث الرئيس للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، مكانته كأبرز تجمع لصناعة الكيماويات والبتروكيماويات في منطقة الخليج العربي. ففي نسخته التاسعة عشرة؛ تطور هذا المنتدى ليصبح حدثاً محورياً في فعاليات صناعة الكيماويات العالمية.

وتميزت هذه النسخة من المنتدى بانعقاد فعالياتها للمرة الأولى في مملكة البحرين، تحت شعار "تحفيز التنافسية من خلال الشراكات الاستراتيجية"، بحضور قادة الصناعة من دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، لمناقشة ضرورة الصناعة في تبني التعاون والابتكار والاستدامة في مواجهة التحديات العالمية، والمشاركة في رسم مستقبل الصناعة لتصبح أكثر نمواً واستدامة.

كيف تنظرون إلى الشراكة الاستراتيجية بين (سابك) و (جيبكا) ؟ وما أهميتها لمستقبل قطاع الكيماويات في المنطقة ؟

تعد (سابك) في طليعة الشركات التي أسهمت في تأسيس الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في 2006، وتتمتع بعضوية دائمة في مجلس إدارته.

تمثل الشراكة بين (سابك) و (جيبكا) نموذجاً متقدّماً للتكامل الاستراتيجي في صناعة حيوية ومن أهم ركائز الاقتصاد الخليجي، فهذه ليست شراكة مؤسساتية فقط، بل تحالف طويل الأمد يجمع بين الريادة العالمية وقوة التجمع الصناعي الإقليمي.

أسهم هذا التعاون في صياغة جدول أعمال واضح لتطوير الصناعة الخليجية، سواء في رفع التنافسية، أو بناء القدرات البشرية، أو تعزيز منظومات الامتثال والجودة التي أصبحت اليوم مرجعاً للعديد من الجهات الحكومية والخاصة.

كما أدت هذه الشراكة دوراً محورياً في قيادة الحوار الإقليمي حول الاستدامة والاقتصاد الدائري، وتحديداً في ظل الطلب العالمي المتزايد على حلول منخفضة الانبعاثات.

ما أهمية السلامة في صناعة البتروكيماويات بشكل عام وفي (سابك) بشكل خاص ؟

تعدّ السلامة الركيزة الأساسية لصناعة البتروكيماويات، ليس فقط لأنها صناعة عالية الحساسية من حيث المواد والمخاطر التشغيلية، بل لكونها تمثل عنصراً حاسماً في استدامة الإنتاج وحماية رأس المال البشري والبيئي.

نحن عندما نتحدث عن السلامة في (سابك) فإننا نتحدث بشمولية تغطي سلامة العنصر البشري والمعدات والمحافظة على البيئة واستدامتها والمحافظة على الصحة المهنية في مصانعنا ومجتمعاتنا المحيطة بجميع أعمالنا حول العالم.

وقد أثبتت التجارب العالمية أن الاستثمار في السلامة ليس كلفة إضافية، بل أداة استراتيجية لتعزيز الموثوقية وتقليل الخسائر وحماية سمعة القطاع.

كما أن التطورات التقنية، مثل أنظمة المراقبة الذكية، والتحليل التنبؤي للأعطال، والطائرات المسيّرة للفحص، قد رفعت من قدرة المنشآت التصنيعية على إدارة المخاطر بفاعلية أكبر.

في منطقتنا التي تُعد مركزاً عالمياً للصناعات البتروكيماوية، تزداد أهمية السلامة باعتبارها أساساً لجذب الشركاء الدوليين، وتحقيق الاستدامة، وضمان قدرة المصانع على العمل دون توقف.

جريدة الإقتصادية