«العمانية للنطاق العريض» تطلق تجربة تغطية الأرياف بواسطة الأقمار

الاصطناعية

1436/02/29 16:33 توقيت العربي

تشكل الاتصالات في حياتنا اليومية أهمية بالغة ولا يقتصر ذلك على اتصالات الهواتف بأنواعها فحسب بل وتنسحب تلك الأهمية على الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” التي أصبحت الحاجة إليها ملحة وضرورية وقد عبر عنها البعض بأنها أصبحت من ضروريات الحياة حالها حال الكهرباء والماء وعملت الحكومة على تحقيق هذا الهدف من خلال إيجاد شركات مشغلة ولكن للأسف الطبيعة والتضاريس الصعبة من جبال وأودية في معظم محافظات السلطنة حالت دون وصول خدمة الاتصالات إليها وظل المواطنون القاطنون في تلك المناطق محرومين من هذه الخدمة ولتذليل هذه الصعوبات سعت الحكومة سعيا حثيثا لإيجاد حل لهذه المشكلة إدراكا منها بأهمية وجودها وتوفرها في المناطق الجبلية خدمة للمواطنين وللمؤسسات الحكومية التي وجدت لخدمتهم كالمدارس والمراكز الصحية وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدماتها للمواطنين.

وبذلك تم في بداية العام الجاري تأسيس الشركة العمانية للنطاق العريض وتم إقرار استراتيجيتها الوطنية من قبل مجلس الوزراء بهدف توفير البنية الأساسية لمزودي خدمات النطاق العريض بمختلف المحافظات في السلطنة، والتي تتلخص في تغطية المدن والمناطق الحضرية بالألياف البصرية، واستخدام الأقمار الاصطناعية في المناطق النائية والريفية، وهذه الأخيرة تحظى باهتمام بالغ من قبل الحكومة.

واستكمالاً لأهداف الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض والتي أعدتها وزارة النقل والاتصالات في وقت سابق لتوصيل خدمات النطاق العريض للمناطق الريفية باستخدام الأقمار الاصطناعية بدأت الشركة العمانية للنطاق العريض منذُ تأسيسها في توفير بنية أساسية للنطاق العريض بحيث تغطي مختلف محافظات السلطنة حسب الأهداف التي أنشئت من أجلها، حيثُ باشرت بالبحث عن الحلول ووضع بعض التجارب من أجل الوصول إلى التقنيات الحديثة لتغطية الولايات والقرى المختلفة، وفي هذا الإطار بادرت الشركة بالتواصل مع العديد من مزودي خدمات الأقمار الاصطناعية العالمية وكذلك مزودي خدمات الاتصالات في السلطنة، بالتنسيق المباشر مع هيئة تنظيم الاتصالات لتغطية بعض القرى الريفية لمدّة شهرين بعد أخذ الموافقات والتراخيص اللازمة من هيئة تنظيم الاتصالات والتنسيق مع الشركات المعنية بالتجارب، وذلك بهدف إعطاء المستخدمين فرصة لتقييم الخدمة قبل الشروع في التعاقد رسمياً، كما تسمح هذه التجربة للشركة في الشروع لتغطية باقي المناطق الريفية والنائية وتم تشغيل الخدمة في بداية شهر نوفمبر الماضي وستستمر لمدة شهرين، ولأول مرة في السلطنة تم توصيل خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية وبالتغطية المباشرة لمدرسة عائشة بنت سعد للتعليم الأساسي (1-12) بقرية الخد بوادي حيبي بولاية صحار ومدرسة خميس بن سعيد الشقصي للتعليم الأساسي(5-12) بقرية خضراء المكاتيم بوادي الصرمي كما تم توصيل خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية إلى خمسة منازل في قرية الخد بولاية صحار، إضافة إلى توصيلها وتجربتها في خمسة منازل بقرية وادي قريات ومدرستي وادي قريات وأبو المؤثر للتعليم الأساسي بولاية بهلا بمحافظة الداخلية.

(عمان) رصدت نتائج تلك التجارب من خلال زيارتنا للمدارس والأهالي بوادي حيبي واستمعنا إلى مدى رضى الأهالي ومديري المدارس، حيث عبرت مديرة مدرسة عائشة بنت سعد للتعليم الأساسي بوادي حيبي عن ارتياحها عن خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية وقالت: إن الشبكة العنكبوتية أصبحت سريعة جدا في المدرسة ووفرت علينا الكثير من الجهد وأصبحنا ننجز معاملات المدرسة ومتطلباتها أثناء فترة الدوام بينما كنا في السابق نضطر إلى أن نؤجل تلك الأعمال حتى نذهب إلى مقار إقامتنا وهذا يشكل علينا عملا مضاعفا حيث إننا نعمل في فترة الدوام في المدرسة وبعد فترة الدوام نعمل في المنزل ولكن بعد أن تم إدخال خدمة الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” في المدرسة بواسطة الأقمار الاصطناعية أصبحت كل المعلمات في المدرسة ينجزن أعمالهن الإدارية في المدرسة.

وأضافت أن الأقمار الاصطناعية تقدم خدمات جليلة إذا ما تم استغلالها وتسخيرها بشكل جيد لذلك على المؤسسات المعنية دعم هذه الخدمة مشيرة إلى أنه تم اختيار المدرسة لأنها لا يوجد بها تغطية من قبل شركات الاتصالات بالسلطنة ومن ضمن إيجابيات هذه الخدمة أنها سهلة التوصيل حيث إنها لا تتطلب مد توصيلات تحتاج إلى حفر مسارات في الأرض للتوصيل.

عمان اليوم